.الله غايتنا ، والرسول قدوتنا ، والقرآن دستورنا ، والجهاد سبيلنا ، والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا .
الإسلام أمل الأمة
من نحن :- جماعة من المسلمين، ندعو ونطالب بتحكيم شرع الله، والعيش في ظلال الإسلام، كما نزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكما دعا إليه السلف الصالح، وعملوا به وله، عقيدة راسخة تملأ القلوب، وفهمًا صحيحًا يملأ العقول والأذهان، وشريعة تضبط الجوارح والسلوك والسياسات. أسلوبهم في الدعوة إلى الله التزموا فيه قول ربهم سبحانه: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ (النحل:125). الحوار عندهم أسلوب حضاري، وسبيل الإقناع والاقتناع الذي يعتمد الحجة، والمنطق، والبينة، والدليل.
الإسلام أمل الأمة
من نحن :- جماعة من المسلمين، ندعو ونطالب بتحكيم شرع الله، والعيش في ظلال الإسلام، كما نزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكما دعا إليه السلف الصالح، وعملوا به وله، عقيدة راسخة تملأ القلوب، وفهمًا صحيحًا يملأ العقول والأذهان، وشريعة تضبط الجوارح والسلوك والسياسات. أسلوبهم في الدعوة إلى الله التزموا فيه قول ربهم سبحانه: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ (النحل:125). الحوار عندهم أسلوب حضاري، وسبيل الإقناع والاقتناع الذي يعتمد الحجة، والمنطق، والبينة، والدليل
الله غايتنا ، والرسول قدوتنا ، والقرآن دستورنا ، والجهاد سبيلنا ، والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا .
العمل في الإسلام
كتبهانور & سيف ، في 4 فبراير 2010 الساعة: 14:53 م
عناصر الموضوع :
- المقدمة .
- أهمية العمل في الإسلام .
- وجوب العمل في الإسلام .
- تصحيح مفهوم خاطئ .
- فضل العمل في الإسلام .
- النهى عن التسول .
- علاج الإسلام للبطالة .
المقدمة :
لا يختلف اثنان على أن المال في العصر الحديث هو عصب الحياة للإنسان ، وقوة المال لا تتحقق إلا بحمايته وتماسكه وتنميته واستثماره ليؤدى مهمته وهى : مساعدة الإنسان وتحقيق مصالحه الدنيوية والأخروية، والمال مهما كان نوعه نقود أو أطيان أو عقارات أو أغراض أخرى جعله الله غريزة فطرية جبل الإنسان على حبها ، قال الله تعالى : (وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ) الفجر : 20
وقال أيضاً : ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ) آل عمران : 14 .
فحرم الإسلام تضيع هذا المال فيما لا ينفع وسماه إسراف وتبذير ، قال تعالى: ( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) الفرقان : 67، وقال : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) الأعراف : 31 .
وإذا كان المال حلال فنعم هو للرجل الصالح ، حيث قال صلى الله عليه وسلم : " نعم المال الصالح للرجل الصالح " ، رواه البخارى في الأدب المفرد عن عمرو بن العاص.
وأمر بالدفاع عنه ولو وصل الأمر إلى القتال ، ومن مات وهو يدافع عن ماله فهو شهيد ، قال صلى الله عليه وسلم : " ومن مات دون ماله فهو شهيد " رواه الطبرانى عن عبد الله بن زيد .
وجعله علماء الشريعة من الضروريات الخمس التى أوجب الإسلام والحفاظ عليها وهى "الدين والنفس والعقل والمال والعرض " .
وحث الإسلام على استثمار المال وتنميته من خلال العمل والتجارة وبذل الجهد وإقامة المشروعات وتعمير الأرض وتسخيرها .
والعمل في الإسلام له أهمية كبرى ومكانة عظيمة سواء كان هذا العمل دنيوى أو أخروى ، في تعمير الأرض أو الدعوة إلى الله ، فالإسلام يجعل العمل للدنيا إذا صدقت النية عبادة ، وليست العبادة فقط في العمل للدعوة.
والعمل هو العنصر الفعال في طرق الكسب التى أباحها الإسلام ، وهو الدعامة الأساسية للإنتاج وعلى قدر على المسلم واتساع دائرة نشاطه يكون نفعه وجزاؤه .
وكما قالوا : إذا لم تقدم شيئاً للدنيا فأنت عالة على الدنيا ، بل أصبحت القوة الاقتصادية هى عصب الحياة الدنيا وقوامها والضعيف فيها يقهر ولا يحسب له حساب إلا في ظل شرع الله حين يحكم .
بل أصبح الآن من لا يملك قوته لا يملك قراره ، ولا عزة لأمة يكون سلاحها من صنع غيرها ، ويبيعها منه ما يشاء ، و كيف شاء ولا سيادة حقيقية لأمة تعتمد على خبراء أجانب عنها في أخص أمورها وأدق شئونها وأخطر أسرارها .
ولا استغلال لأمة لا تملك زراعة قوتها في أرضها ، ولا تجد الدواء لمرضاها ، ولا تقدر على النهوض بصناعة ثقيلة إلا باستيراد الآلة والخبرة من غيرها .
ولا أستاذية لأمة لا تستطيع أن تبلغ دعوتها عن طريق الكلمة المقروءة أو المسموعة أو المصورة المرئية إلا بشرائها من أهلها القادرين عليها .
وإذا نظرنا إلى العمل في الإسلام وجدنا أنه يشترط فيه : أن يكون صالحاً ومفيداً للدنيا والأخرة ، ويقترن بالإيمان دائماً والعمل الصالح ملازم للإيمان ومصدق له وهما معاً من أسباب النصر والتمكين في الدنيا والسعادة والنعيم في الآخرة .
والقرآن الكريم والسنة النبوية فيهما نصوص كثيرة تؤيد هذا ، ومن ذلك قوله تعالى : (وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ) الكهف: 88 ، ( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) البقرة : 25 ، ( إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا) الكهف : 30 .
وعن الحسن البصرى رحمه الله أنه كان يقول : ليس الإيمان بالتحلى ولا بالتمنى ، إنما الإيمان ما قد وقر في القلب وصدقه العمل " .
وجوب العمل :
وأوجب الله على الإنسان بصفة عامة، والمسلم بصفة خاصة أن يعمل بكد ويسعى ويحصل على ما يشبع به حاجاته ، يقول تعالى : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) الملك : 15 ، وإذا انتهى المسلم من صلاته عليه أن يسعى طلباً للرزق قال تعالى : ( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ) البقرة : 198 . ويقول أيضاً : ( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا) الكهف : 7 ، ويقول أيضاً : ( يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ) الانشقاق : 6 ، ويقول أيضاً : ( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ) النبأ: 10 ، 11 .
تصحيح مفهوم خاطئ :
وليس للإنسان عندما يريد أن يتقرب من ربه أن ينعزل عن الحياة وعن العمل وعن الكسب ، فلا رهبانية في الإسلام ، بل عليه أن يعمر الأرض ويجتهد في العمل، والله يجعل هذا العمل في ميزان حسناته إذا كان العمل صالحاً ، وقد أخلص لله فيه ، فعن فاطمة رضى الله عنها قالت : "مر بى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضجعة متصحبة فحركنى برجله، ثم قال : يا بنية قومى اشهدى رزق ربك ولا تكونى من الغافلين فإن الله عز وجل يقسم أرزاق الناس ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس " رواه البيهقى .
وعند سعيد بن المسيب رحمه الله قال : من لزم المسجد وترك الحرفة وقبل ما يأتيه فقد الحف في السؤال "
لقى عمر رضى الله عنه قوماً لا يعلمون من اليمن فقال من أنتم؟ قالوا متوكلون ، فقال : كذبتم أنتم متواكلون ، إن المتوكل رجلاً ألقى حبه في التراب وتوكل على رب الأرباب .
وكان يقول أيضاً : " لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق ويقول : اللهم ارزقني فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة " .
وكان يقول أيضاً : " لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق ويقول : اللهم ارزقني فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة " .
وكان عمر إذا نظر إلى رجل فأعجبه فقال : هل له حرفة؟ فإن قالوا لا ، قال : سقط من عينيه ، وكان يقول أيضاً : تعلموا المهنة فإنه يوشك أن يحتاج أحدكم إلى مهنة .
وكان يقول : والله لئن جاءت الأعاجم بالأعمال وجئنا بغير عمل فهم أولى بمحمد منا يوم القيامة " .
وعن ابن مسعود رضى الله عنه قا ل: إنى لأكره أنى أرى الرجل فارغاً لا في أمر دنياه ولا في أمر آخرته "
وقد سئل الإمام أحمد : عن قوم لا يعملون ويقولون نحن المتوكلون، فقال : هؤلاء مبتدعون .
وقال أيضاً في رجل قعد في بيته أو مسجد وقال : لا أعمل شيئاً حتى يأتينى رزقى، قال : هذا رجل جهل العمل ، لقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجرون في البر والبحر ويعملون في نخيلهم والقدوة بهم.
وعن أبى سلمان الدرانى قال : ليست العبادة عندنا أن تصف قدميك وغيرك يقوتك ، ولكن أبدأ برغيفك فأحرزهما ثم تعبد .
وروى أن عيسى عليه السلام رأى رجلاً فقال : ما تصنع ؟ قال : أتعبد ، قال : ومن يعولك ؟ قال : أخى ، فقال : وأين أخوك ؟ قال: في مزرعته ، قال: أخوك أعبد منك .
والواجب على المسلم أن يكشف عن منابع الثروات الطبيعية ويسخرها ويستفيد منها ويواصل العمل ، قال الله تعالى : ( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ) لقمان: 20، وقال : ( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الجاثية 13، وعن عائشة رضى الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" التمسوا الرزق في خباء الأرض" ، رواه الطبرانى ، بل يبحث عن العمل في كل مكان ولا يظل يقف في مكانه منتظر أن السماء تمطر ذهباً أو فضة ، قال تعالى: ( وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) النساء:100 .
بعض الأعمال فرض كفاية
بل إن الإسلام جعل من بعض الأعمال بمنزلة فرض الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الكل ، وإلا أصبح فرض عين مثل : الزراعة ، والحدادة ، والنسيج ، والتجارة ، والطب ، والهندسة .. إلخ ، أى أن المجتمع كله يتحمل مسئولية هذه الأعمال ، وإذا تعلقت هذه الأعمال بأفراد احترفوها ومهرة فيها واحتاج إليهم المجتمع فيها أصبحت فرض عين عليهم .
الأنبياء كانوا يعملون :
والأنبياء جميعاً عليهم السلام كانوا يعملون والنبى صلى الله عليه وسلم قام بأعمال كثيرة منها رعى الغنم والتجارة وشارك في بناء المسجد وحفر الخندق ، ووضع الخطط وشارك في الحروب .. إلخ .
قال صلى الله عليه وسلم : " ما أكل طعاماً قط خير من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبى الله داود كان يأكل من يده " رواه البخارى .
فضل العمل :
ومن أجل مكانة العمل في الإسلام وضع الأجر الكبير للذين يعمرون هذه الدنيا ويبنوا الحضارة القائمة على الإخلاص لله عز وجل ونافعة للناس وفق شرع الله تعالى .
1- في سبيل الله :
فبعض الصحابة رضوان الله عليهم رأوا شاباً قوياً يسرع إلى عمله فقال بعضهم : لو كان هذا في سبيل الله ، فرد عليهم النبى صلى الله عليه وسلم وقال : "لا تقولا هذا ، فإنه إن كان خرج يسعى على أولادٍ صغار فهو في سبيل الله ، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله ، وإن كان خرج رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان" رواه السيوطى في الجامع الصغير .
ويقول النبى صلى الله عليه وسلم : " الساعى على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله" رواه مسلم .
2- الله يتقبل هذا العمل :
قال تعالى : ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ) فاطر: 10 ، ويقول أيضاً : ( من عمل صالحاً مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النحل :97، وقال فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) الكهف : 110 .
3- له الحسنات الكثيرة كلما انتفع بعمله هذا أحد :
قال صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يزرع زرعاً أو يغرس غرساً فياكل منه طيراً أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة " متفق عليه ، وقال صلى الله عليه وسلم : " إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فاستطاع ألا تقوم الساعة حتى يغرسها فليغرسها ، له بذلك أجر " رواه البخارى .
4- المغفرة من الله :
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من بات كالاً من عمل يده بات مغفوراً له " رواه السيوطى .
5- يحبه الله ورسوله :
روى أنه ذات يوم سلم النبى صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن مسعود رضى الله عنه فخجل ابن مسعود لأن يده كانت خشنة من العمل فتبسم النبى صلى الله عليه وسلم وقال : "هذه يد يحبها الله ورسوله " ، ويقول صلى الله عليه وسلم : " إن الله يحب العبد المحترف" رواه الطبرانى .
البركة في الرزق :
إذا قام العامل مبكراً وسعى على رزقه بارك الهل لله فيه ، فعن صخر بن وداعة الغامدى رضى الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : اللهم بارك لأمتى في بكورها" رواه أبو داود . ويقول صلى الله عليه وسلم : " ما كسب الرجل كسب أطيب من عمل يده" رواه ابن ماجة، وفي رواية أخرى ، قبل وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال :لأن المؤمن إذا لم يكن ذا حرفة تعيش بدينه .
النهى عن التسول :
ومن الأشياء التى رسخها الإسلام عند اتباعه أنه نهى عن الكسل والتسول ما دام يستطيع أن يفيد الناس ويعمل بأى مهنة من المهن التى أنعم الله بها عليه فيكتسب زرقاً حلالاً يبارك الله له فيه .
يقول الله تعالى : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) التوبة: 114، ويقول أيضاً:( وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ) النجم : 39
ونهى النبى صلى الله عليه وسلم عن التسول : فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لأن يأخذ أحدكم حبله ، ثم يغدوا إلى الجبل فيحتطب فيبيع فيأكل ويتصدق خير له من أن يسأل الناس"رواه الشيخان .
ويقول صلى الله عليه وسلم : " لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليست في وجهه مزعة لحم " متفق عليه .
وقال الماوردى : إذا تعرض للمسألة ذو جلد وقوة عن العمل زجره وأمره أن يتعرض للاحتراف بعمله، فإذا أقام على المسألة عزره حتى يقلع عنه .. " .
فالإسلام يرفض هذه الصور الكريهة التى نراها أمام المساجد وفي أماكن التجمعات لهؤلاء الناس الذين أعطاهم الله من الصحة ما يستطيعون أن يقدموا لأنفسهم ولمجتمعهم ولدينهم ما ينفع وهم يرفضون المشاركة في العمل والانتاج .
علاج الإسلام للبطالة :
وإذا كان الإسلام ينهى عن التسول وعن الكسل فهناك كثير من الناس وخاصة الشباب يريد أن يعمل فلا يجد له فرصة عمل تكفه، خاصة في زمن الركود الاقتصادى ، فكيف عالج الإسلام البطالة ؟
1- التقريب بين الطبقات :
ليقضى الإسلام على الثراء الفاحش والفقر المدقع ، عمل على التقريب بين الطبقات بتحريم ا لكنز ومظاهر الترف على الأغنياء ، والحث على رفع مستوى المعيشة بين الفقراء ، وتقرير حقهم فيمال الدولة ومال الأغنياء ، ووصف الطريق العملى لذلك ، وأكثر من الحث وجوه الخير والترغيب في ذلك ، وذم البخل والرياء والمن والأذى ، وتقرير طريق التعاون والقرض الحسن ، وابتغاء مرضاة الله تبارك وتعالى ورجاء ما عنده . (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة 2.
2- تربية الأولاد على العمل :
خاصة إذا شبوا وأصبحوا عاقلين وقادرين على ذلك ، ولا نتركهم للدعة والكسل.، قال تعالى : ( وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا…) النساء: 6
3- المجتمع كله يعمل :
لا يقتصر الحل في الإسلام على فئة معينة أو أشخاص فقط يعملون ، بل الكل يعمل حسب مواهبه ومهارته وإمكانياته ، ودراسته وخبراته، بعكس بعض الديانات القديمة كاليونانية والبوذية التى كانت تقسم الشعوب إلى طبقات ، حيث اعتبرات العمل من اختصاص الأرقاء والفقراء من الطبقة الدنيا من البشر .
وفي هذا قرر الإسلام أن ليس للإنسان إلا ما سعى ، وأن كل ميزة يحصل عليها أى فرد إنما تقاس مما قدمه من عمل صالح لربه وللناس. يقول النبى صلى الله عليه وسلم : "لا فضل لعربى على أعجمى ، ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح ". رواه أحمد بإسناد حسن
4- واجب الدولة :
وواجب الدولة في الإسلام تجاه البطالة أن توفر الفرص المناسبة للأشخاص العاطلين المناسبين ، وتحسن تربية الشعوب على حب العمل منذ نعومة أظافر الأطفال في جميع المجالات ، وأن توظف أعمال الأغنياء في إقامة المشروعات العملاقة التى تسهم في بناء الأمة ، وتسخر في ذلك جميع إمكانياتها .
أن تسخر هذه القوة الجبارة والهائلة الموجودة في عموم الأمة عامة والشباب خاصة في بناء هذه الأمة ، وإعادة الأمة الإسلامية إلى مكانتها، تسخير ما في باطن الأرض وما على ظهرها وما في الكون لخدمة البشرية جمعاء .
يقول النبى صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا يحب الفارغ الصحيح لا في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة " .
يقول الراغب الأصفهانى : " من تعطل وتبطل انسلخ من الإنسانية بل من الحيوانية ، وصار من جلس الموتى " .
ويقول ابن سينا عن واجب الدولة تجاه البطالة : " من واجب الحاكم أن يجرم البطالة والتعطيل، فلا يكون في المدينة إنسان معطل ليس له مقام محدود، بل يكون لكل واحد منهم منفعة في المدينة"
ولننظر إلى النبى صلى الله عليه وسلم وهو رأس الدولة الإسلامية كيف يحارب التسول ويحول البطالة إلى عمل ، عن أنس رضى الله عنه قال : " جاء رجل من الأنصار إلى النبى صلى الله عليه وسلم فسأله (أى طلب منه صدقة) فسأله صلى الله عليه وسلم : أما في بيتك شئ؟ قال : بلى، حلس (غطاء البعير) نلبس بعضه، وقعب (إناء من فخار) نشرب فيه الماء ، فقال : ائتنى بهما ، فأتاه بهما ، فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ، وقال : من يشترى هذين ؟ قال رجل : أنا أخذهما بدرهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يزيد على درهم ، مرتين أو ثلاثاً ، قال رجل : أنا أخذهما بدرهمين ، فأعطاهم إياه ، وأخذ الدرهمين، فأعطاهما الأنصارى، وقال: اشتر بأحدهما طعاماً فانبذه إلى أهلك ، واشتر بالأخر قدوماً فائتنى به ، فأتاه به ، فشد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عوداً بيده ، ثم قال : اذهب فاحتطب وبع ولا أراك خمسة عشرة يوماً ، ففعل ، فجاء وقد أصاب عشرة دراهم، فاشترى ببعضهما ثوباً وببعضهما طعاماً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا خير من أن تجئ المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة ، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاث ، لذى فقر مدقع، أو لذى غرم مفظع ، أو لذى دم موجع " رواه أبو داود والبيهقى.
هذا هو ما فعله النبى صلى الله عليه وسلم وما فعله من بعده أصحابه رضى الله عنهم.
فهذا عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول لأحد عامليه ذات يوم : ماذا تفعل إذا جاءك سارق؟ قال : أقطع يده ، قال عمر : وإذن فإن جائنى منهم جائع أو عاطل ، فسوف يقطع عمر يدك ، إن الله استخلفنا على عباده ، لنسد جوعتهم ، ونستر عورتهم ، ونوفر لهم حرفتهم ، فإذا أعطيناهم هذه النعم تقاضيناها شكرها ، يا هذا إن الله خلق الأيدى لتعمل، فإذا لم تجد في الطاعة عملاً التمست في المعصية أعمالاً ، فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية .
إلى غير ذلك من واجبات الدولة مثل محاربة التبذير، ومنع الاحتكار، واستغلال النفوذ ، وتحريم الكسب الحرام ، وإعطاء حقوق العاملين والضمان الاجتماعى ، ومحاربة الفساد .. إلخ .
اللهم اجعلنا من الذين يقولون فيعملون ، ويعملون فيخلصون ، وممن تقبل منهم أعمالهم الصالحة يارب العالمين ، وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
.
Nenhum comentário:
Postar um comentário